Forum islam net
Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.
Search
 
 

Display results as :
 


Rechercher Advanced Search

Latest topics
» Sites Islamic
من حِكَم البلاء Icon_minitimeWed Sep 04, 2024 11:19 pm by islamnet

» الإيمان بسؤال القبر ونعيمه وعذابه
من حِكَم البلاء Icon_minitimeTue Sep 03, 2024 11:48 pm by islamnet

» من وسائل الثواب
من حِكَم البلاء Icon_minitimeTue Sep 03, 2024 11:46 pm by islamnet

» عضل النساء
من حِكَم البلاء Icon_minitimeTue Sep 03, 2024 11:44 pm by islamnet

» متى نصر الله
من حِكَم البلاء Icon_minitimeSun Sep 01, 2024 8:16 pm by islamnet

» الاهْتِمام بالضُعَفاء في السيرةِ النبَويَّة
من حِكَم البلاء Icon_minitimeSun Sep 01, 2024 8:14 pm by islamnet

» لفظ (الخيانة) في القرآن الكريم
من حِكَم البلاء Icon_minitimeSun Sep 01, 2024 8:06 pm by islamnet

» لفظ (الخيانة) في القرآن الكريم
من حِكَم البلاء Icon_minitimeSun Sep 01, 2024 7:52 pm by islamnet

» في الحديث : {إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها
من حِكَم البلاء Icon_minitimeThu Aug 29, 2024 5:50 pm by Morocco1978

» معنى قول الله عز وجل: (ولقد رآه نزلة أخرى)، وهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء
من حِكَم البلاء Icon_minitimeThu Aug 29, 2024 5:46 pm by Morocco1978

» لا تنفذون إلا بسلطان
من حِكَم البلاء Icon_minitimeSun Aug 25, 2024 9:10 pm by Spider man

» مفهوم الأسرة الممتدة في السنة النبوية
من حِكَم البلاء Icon_minitimeSun Aug 25, 2024 7:46 pm by Spider man

» منزلة القرآن الكريم وحقوقه علينا
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Aug 23, 2024 1:43 pm by Amine

» جمع لأحكام وفضائل الجمعة
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Aug 23, 2024 12:54 pm by Amine

» الاستدانة هم بالليل وذل بالنهار
من حِكَم البلاء Icon_minitimeTue Aug 20, 2024 10:56 pm by islamnet

» مواقف من مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم لمشاعر المرأة
من حِكَم البلاء Icon_minitimeMon Aug 19, 2024 4:40 pm by islamnet

» مقاصد سورة الصف
من حِكَم البلاء Icon_minitimeMon Aug 19, 2024 3:57 pm by islamnet

» علاج آلام الأقدام من سنة النبي عليه الصلاة والسلام
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Aug 16, 2024 3:02 pm by islamnet

» علاج آلام الأقدام من سنة النبي عليه الصلاة والسلام
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Aug 16, 2024 3:01 pm by islamnet

» الغيب في حياة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Aug 16, 2024 2:59 pm by islamnet

» فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله
من حِكَم البلاء Icon_minitimeTue Nov 07, 2023 6:07 pm by islamnet

» متى نصر الله
من حِكَم البلاء Icon_minitimeTue Nov 07, 2023 6:03 pm by islamnet

» التوحيد أولى المطالب
من حِكَم البلاء Icon_minitimeWed Nov 01, 2023 4:53 pm by Hicham

» نُصْرَة المظلومين في سِيرة خير المُرْسَلِين
من حِكَم البلاء Icon_minitimeWed Nov 01, 2023 4:50 pm by Hicham

» الاهتمام بأمر المسلمين في السنة النبوية
من حِكَم البلاء Icon_minitimeWed Nov 01, 2023 4:46 pm by Hicham

» من حِكَم البلاء
من حِكَم البلاء Icon_minitimeWed Nov 01, 2023 4:43 pm by Hicham

» واجب المسلم تجاه إخوانه في فلسطين المحتلة
من حِكَم البلاء Icon_minitimeWed Oct 25, 2023 9:17 pm by islamnet

» الصبر نصف الإيمان
من حِكَم البلاء Icon_minitimeSun Oct 22, 2023 3:33 pm by Spider man

» المسجد الأقصى في تاريخنا
من حِكَم البلاء Icon_minitimeSun Oct 22, 2023 3:29 pm by Spider man

» البأساء والضراء في القرآن الكريم
من حِكَم البلاء Icon_minitimeThu Oct 19, 2023 11:37 pm by islamnet

» أسباب الفلاح كما بَيَّنَتْهَا السُّنَّةُ النَّبَوِيَّة
من حِكَم البلاء Icon_minitimeThu Oct 19, 2023 11:29 pm by Admin

» الأدلة على عدم جواز الترحم على غير المسلم بعد موته، مع رد شبهات المجيزين
من حِكَم البلاء Icon_minitimeThu Oct 19, 2023 11:27 pm by Admin

» الصبر نصف الإيمان
من حِكَم البلاء Icon_minitimeThu Oct 19, 2023 11:21 pm by Amine Morocco Sat

» مواعظ نبوية بشأن الصلاة
من حِكَم البلاء Icon_minitimeTue Oct 17, 2023 7:13 pm by Morocco1978

» الصحابة في مَنْهج أهل السُنة
من حِكَم البلاء Icon_minitimeTue Oct 17, 2023 6:58 pm by Morocco1978

» ثلاثة عقود في المكر للإسلام
من حِكَم البلاء Icon_minitimeMon Oct 16, 2023 12:19 am by Hicham

» مزاح أم سخرية ؟؟؟
من حِكَم البلاء Icon_minitimeSun Oct 15, 2023 7:20 pm by Imane

» وأفوض أمري إلى الله
من حِكَم البلاء Icon_minitimeSat Oct 14, 2023 4:05 pm by Morocco1978

» الحكم الشرعي للعلاج بالطاقة
من حِكَم البلاء Icon_minitimeSat Oct 14, 2023 12:01 am by islamnet

» تكرار سؤال الله دخول الجنة، والاستجارة من النار ثلاثا أو سبعا
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Oct 13, 2023 10:26 pm by islamnet

» مواعظ نبوية بشأن الصلاة
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Oct 13, 2023 10:24 pm by islamnet

» سُبحانَ ذي الجبَروتِ والمَلَكوتِ والكِبرياء والعَظَمة
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Oct 13, 2023 10:21 pm by islamnet

» الإيمان برقابة الله تعالى
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Oct 13, 2023 10:16 pm by islamnet

» الصحابة في مَنْهج أهل السُنة
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Oct 13, 2023 10:13 pm by islamnet

» أسرة إبراهيم عليه السلام
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Oct 13, 2023 9:16 pm by islamnet

» السيرة النبوية والوسطية والاعتدال
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Oct 13, 2023 9:12 pm by islamnet

» السيرة النبوية والوسطية والاعتدال
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Oct 13, 2023 9:12 pm by islamnet

» الإمام أبو حنيفة النعمان
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Oct 13, 2023 7:35 pm by islamnet

» لم تقولون ما لا تفعلون
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Oct 13, 2023 7:19 pm by islamnet

» من أسباب الغلو الإعراض عن سؤال العلماء
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Oct 13, 2023 7:16 pm by islamnet

» إذا مررتم برياض الجنة.. فارتعوا
من حِكَم البلاء Icon_minitimeFri Oct 13, 2023 7:11 pm by islamnet

Social bookmarking

Social bookmarking reddit      



Bookmark and share the address of Forum islam net on your social bookmarking website

September 2024
MonTueWedThuFriSatSun
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30      

Calendar Calendar

RSS feeds


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


Affiliates

visit Forumotion

Forumotion on Facebook Forumotion on Twitter Forumotion on YouTube

Navigation
 Portal
 Index
 Memberlist
 Profile
 FAQ
 Search

من حِكَم البلاء

Go down

من حِكَم البلاء Empty من حِكَم البلاء

Post by Hicham Wed Nov 01, 2023 4:43 pm

من حِكَم البلاء

من حِكَم البلاء 1612085450_230875

مع نزول الابتلاءات تُثار في النفوس بعض الأسئلة حول حكمة الله في تقديرها، وتأتي هذه المقالة لتسلِّط ضوءاً على بعض هذه الحكم التي أشار إليها القرآن الكريم، كما تتعرض لأسباب دفع البلاء التي ذكرها الله في كتابه.
تمهيد
من أصول الإيمان أن نعتقد أن الله تعالى حكيم في جميع أفعاله؛ لا يفعل شيئاً إلّا لحكمة تامّة؛ عَلِمَها مَنْ عَلِم، وجَهِلَها مَنْ جَهِل؛ ومن ذلك إنزال البلاء بالعباد؛ فاللهُ تعالى لا يُنْزِل البلاءَ عبثاً، حاشاه سبحانه، وإنما يُنْزله لحِكَمٍ عظيمة جليلة، بيّنَها في كتابه وسُنة نبيّه صلى الله عليه وسلم.
وإذا كان إنزال البلاء إنما يقع كالداء؛ فمعلوم أن الله تعالى ما أنزل داء إلّا أنزل له شفاء؛ فإذا أنزل اللهُ تعالى بالعباد بلاء من داء، أو مرض، ونحوه، فإنه يبيّن لهم أسباب دفعِه ورفعِه.

الابتلاء سُنَّة الله تعالى في خلقه
الابتلاء لغة هو الاختبار والامتحان، قال ابن منظور: "بلوت الرجل بلواً وبلاءً، وابتليته: اختبرته، والبلاء يكون في الخير والشر، يقال: ابتليته بلاءً حسناً وبلاءً سيئاً. وليس ثمة كبير اختلاف بين المعنى الاصطلاحي والمعنى اللغوي.

وابتلاء العباد سُنّةٌ ثابتة ماضية من الله تعالى في جميع خلقه؛ ليختبر صدقَ إيمانهم؛ قال تعالى: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} (العنكبوت:2-3).

وقد أخبر الله تعالى بتعدد أنواع البلاء الذي يبتلي به عباده، وتنوع صوره، وبيَّن ما يقع في البلاء من الخوف والجوع والنقص في الأموال والأنفس والثمرات وغير ذلك، ومعلوم أن نقص الأنفس بالموت إنما يكون لأسباب عديدة؛ منها الحروب والأوبئة، كالطاعون وغيره من الفيروسات والأوبئة المهلكة، وحثنا سبحانه على الصبر على ابتلائه لنا بذلك، وبيَّن حسن عاقبة الصابرين على البلاء.
قال تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} (البقرة:155-157).

تعدد الحِكَم في الابتلاء
من الآيات السابقة وغيرها ممّا سنورد في هذا المقال نتبيّن أنّحِكَم الله سبحانه في إنزال البلاء بالعباد تتعدّد وتتنوع بحسب الأحوال؛ فمن ذلك:

1- إنزال البلاء لرفع درجات المؤمنين الصابرين الصادقين

فمن ذلك ابتلاء الله تعالى عباده المؤمنين الصادقين بالجهاد في سبيله، وفيه صنوف من الأذى والابتلاء بالقول والفعل، وأذى في الأموال بنقصها وهلاكها، وفي الأنفس بالجراحات والأسقام والأوجاع والقتل؛ قال تعالى: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} (آل عمران:186).

وبيّن أن ذلك الابتلاء إنما هو لحكمة اختبار صبرهم وعزيمتهم، وبه تُرفع درجاتهم، قال تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} (آل عمران:142). قال الرازي: "اعلم أن حاصل الكلام أنّ حُبّ الدنيا لا يجتمع مع سعادة الآخرة، وأيضاً حُبّ الله وحُبّ الآخرة لا يتم بالدعوى، فليس كل مَن أقـرّ بدين الله كان صادقاً، ولكن الفصل فيه تسليط المكروهات والمحبوبات؛ فإنّ الحبّ هو الذي لا ينقص بالجفاء، ولا يزداد بالوفاء، فإن بقي الحُبّ عند تسليط أسباب البلاء، ظهر أن ذلك الحبّ كان حقيقيًّا، فلهذه الحكمة قال: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة} بمجرد تصديقكم الرسول قبل أن يبتليكم الله بالجهاد وتشديد المحنة".

وبنحو ذلك جاء قوله تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} (البقرة:214).
كما أنّ الله تعالى قد ابتلى الأنبياء والمرسلين، وهم ليسوا عصاة ولا مذنبين، فيُظنّ أنّ ابتلاءهم عقاب لهم، وقد غفر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك كان صلى الله عليه وسلم أشدّ الناس بلاءً، وكان ذلك في أغلب أحوال الأنبياء لرفع درجاتهم، وليتأسَّى الناس بصبرهم وحُسن بلائهم؛ قال تعالى: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين} (الأنعام:34). فما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم ومَن سبقه من الرسل لم يك عقوبة، ولا مقابل ذنوب فعلوها؛ وإنما ذلك سُنَّة ماضية من الله تعالى يعقبها، رفعة من الله لأوليائه بصبرهم على البلاء، وذلك بنصر رسله وإعزاز دينه وأهله العاملين به، الصابرين في البأساء والضراء المجاهدين فيه.

قال الطبري في سياق تفسيره للآية السابقة: "وهذا تسلية من الله تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وتعزيةٌ له، يقول تعالى ذكره: إنْ يكذّبك، يا محمد! هؤلاء المشركون من قومك، فيجحدوا نبوّتك، وينكروا آيات الله أنّها من عنده، فلا يحزنك ذلك، واصبر على تكذيبهم إياك وما تَلْقَى منهم من المكروه في ذات الله، حتى يأتي نصر الله...ولقد جاءك يا محمد! مِن خبر مَنْ كان قبلك من الرسل، وخبر أممهم، وما صنعتُ بهم -حين جحدوا آياتي وتمادَوا في غيّهم وضلالهم...فانتظر أنت أيضاً من النصرة والظّفر مثل الذي كان منِّي فيمن كان قبلك من الرسل إذ كذبهم قومهم، واقتدِ بهم في صبرهم على ما لَقُوا من قومهم".
ومن خلال ما سبق نتبيّن أنه ليس من الحتم أن يكون ما نزل بالمؤمنين من البلاء عقوبة؛ بل قد يكون خيراً لهم؛ إما لرفع درجاتهم، وإما لتمحيصهم وإخلاص قلوبهم لله تعالى كما سيأتي، وإما ليزدادوا من الله تعالى قرباً وتضرعاً، وهذا يدعو إلى الرضا بقضاء الله تعالى الذي نزل بنا، ورضا العبد هو مفتاح رضا الرب؛ فإذا رضي الربُّ رفع الكرب.

2- إنزال البلاء لتمحيص المؤمنين وتبيُّن الصادق من الكاذب
إنّ الله تعالى لا يقبل من العباد أن يكون إيمانهم مجرّد دعوى فارغة من الدليل والبرهان؛ فلا بد لكل ادّعاء من بيّنة على صحته؛ قال تعالى: {وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور} (آل عمران:154). وقال تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب} (آل عمران:179) فالابتلاء هو الذي يميز الخبيث الذي يَكْفُر ويسخط ويقنط، من الطيّب الذي يؤمن ويرضى ويصبر. قال تعالى: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} (العنكبوت:2-3). وقال تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} (محمد:31).

فالمؤمنون الصادقون هم الذين يجتازون اختبارات الإيمان دون شكّ أو ارتياب، مع الثبات والمجاهدة والمثابرة، قال تعالى: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم * إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} (الحجرات:14-15).
ومن خلال ما سبق نتبيّن أن من حِكَم البلاء تمييز الصادق من الكاذب؛ فالصادق في إيمانه هو الذي يراجع نفسه ويتهمها، ويرضَى بقضاء الله تعالى ويراه عدلاً، فيرضى اللهُ تعالى عنه حينما يرى صدقه ونصحه وخلوص قلبه لله تعالى ودينه القويم.

3- إنزال البلاء تكفيراً لخطايا المؤمنين ومحواً لسيئاتهم
ليعلمْ العبد المؤمن أنه ما من بلاء نزل إلا بذنب؛ فمن حكمة إنزال البلاء تكفير الخطايا، ومحو السيئات؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال البلاءُ بالمؤمن أو المؤمنة، في جسده، وفي ماله، وفي ولده، حتى يَلْقَى اللهَ وما عليه من خطيئة) رواه أحمد، وقال محققو "المسند": إسناده حسن. قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير * وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير} (الشورى:30-31).

فالله تعالى من رحمته يعفو عن كثير من الذنوب، ويعاقب العبد على بعضها ليرتدع وينزجر عن غيِّه، ويكون في ذلك تكفيرٌ لسيئاته؛ فالحِكَم قد تتعدّد فيكون البلاء عقوبة للمؤمن، ويكون كفارة في الوقت نفسه كذلك -ما دام العبد يتلقَّى المصاب بنفس راضية مؤمنة- فعن أبي سعيد الخدري، وعن أبي هريرة رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه) متفق عليه، واللفظ للبخاري.

4- إنزال البلاء عقوبة للكافرين والمنافقين ببعض ذنوبهم في الدنيا
قال تعالى: {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد} (الرعد:31). وذلك أنّ أهل الكفر إذا ما عتوا وطغوا، ولم يكن للمؤمنين حيلة بهم؛ فإن الله تعالى يُظْهِر بعضَ آياته ليطمئن المؤمنين، وليرتدع مَن شاء الله مِن الكافرين، فيصيبهم ببعض القوارع والبلايا ببعض ما صنعوا. وهنا تتجلى قدرة الله تعالى في تحدي عُتاة الملحدين وطغاتهم حينما طغوا وتكبروا بما أوتوا من أسباب العلم والقوة في تحديهم بهذا الفيروس الضعيف الذي حيَّر العلماء والأطباء ووقف الجميع عاجزين عن صدِّه وردِّه لا يملكون له علاجاً، ولا يجدون منه فكاكاً.

وقد يرتدع بعضُ الكافرين بهذه البلايا، لكن يَسْدِر الباقون في غفلتهم حتى يفجأهم المصاب بما قدمت أيديهم؛ قال تعالى: {ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين} (القصص:47). وكما يُنْزِل اللهُ البلاء والمصائب بالكافرين، ينزلها بالمنافقين كذلك ببعض ذنوبهم لعلهم يرجعون؛ قال تعالى: {فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا} (النساء:62) وقد جاءت هذه الآية في سياق الكلام عن المنافقين.

5- الاستعتاب للعباد لعلهم يرجعون ويتضرعون
قال تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} (الروم:41) من أسباب إنزال الله البلاء وحكمته فيه معاقبة الناس ببعض ذنوبهم، لعل ذلك يكون رادعاً لهم؛ لعلهم يرجعون عما هم فيه من الغيّ، ويتداركون أمرهم بالتوبة والتضرّع إلى الله تعالى، قال تعالى: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون * ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون} (السجدة:21-22). فهذه البلايا والأوبئة هي من جملة الآيات التي يذكِّر اللهُ بها عباده لعلهم يرجعون إليه؛ فالويل كلّ الويل لمن أعرض عنها، والسعيد هو من اتعظ بها فثاب إلى رشده، ورجع إلى ربه؛ فالاستعتاب إذن هو المقصد، وهذا المقصد لعلّه هو المقصد الأهم أو الأعظم؛ حيث يلوح اللهُ تعالى لعباده ببأسه وشدّته لعلهم يتضرعون؛ فإذا أعرضوا مسّهم بعذاب ببعض ذنوبهم؛ وهذا يدلّ على أنه قبل نزول العذاب تكون هناك مرحلة الاستعتاب للعباد.

قال تعالى: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون * فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} (الأنعام:42-44). وقال تعالى: {وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون * ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون} (الأعراف:94-95). قال ابن كثير: "وقوله: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء} يعني: الفقر والضيق في العيش، {والضراء} وهي الأمراض والأسقام والآلام، {لعلهم يتضرعون} أي: يَدْعُون الله ويتضرعون إليه ويخشعون.

قال الله تعالى: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا} أي: فهلا إذ ابتليناهم بذلك تضرعوا إلينا، وتمسكنوا إلينا، {ولكن قست قلوبهم} أي: ما رقَّتْ، ولا خشعَتْ، {وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون} أي: من الشرك والمعاصي. {فلما نسوا ما ذكروا به} أي: أعرضوا عنه وتناسوه وجعلوه وراء ظهورهم، {فتحنا عليهم أبواب كل شيء} أي: فتحنا عليهم أبواب الرزق من كلّ ما يختارون، وهذا استدراج منه تعالى وإملاء لهم، عياذاً بالله من مكره؛ ولهذا قال: {حتى إذا فرحوا بما أوتوا} أي: من الأموال والأولاد والأرزاق، {أخذناهم بغتة} أي: على غفلة، {فإذا هم مبلسون} أي: آيسون من كلّ خير".

فلعل هذه المرحلة التي نحن فيها هي مرحلة الاستعتاب للناس؛ حيث يلوّح الله لهم بقدرته على أخذه إياهم بأنواع من الابتلاءات، كما قال ابن كثير: {فأخذناهم بالبأساء} يعني: الفقر والضيق في العيش، {والضراء} وهي الأمراض والأسقام والآلام. فما تلك الأمراض والأوبئة التي تنزل بالناس في صور مختلفة (فيروسات كبدية، أو نقص المناعة، أو فيروسات الجهاز التنفسي؛ كسارس، وكورونا وهانتا فيروس، وغيرها) تتجدّد كلّ حين، كلّما ظنوا أنهم قادرون عليها، أصابهم الله بما يعجزون عنه؛ يستعتبهم بذلك لعلهم يراجعون أنفسهم ويُظهرون عجزهم وحاجتهم إلى ربهم، ويؤمنون أنه لا يكشف الضر عنهم إلّا هو: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير * وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير} (الأنعام:17-18).

فإذا لم يتوبوا ويتضرعوا ويراجعوا دينهم، استدرجهم الله إلى حتفهم وإلى شرّ غاية ونهاية؛ فيعافيهم من تلك البلايا، ويبدّل ما أصابهم من الأوبئة والأحوال السيئة أموراً حسنة من رغد العيش وسعته: {ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون} (الأعراف:95) وحينئذ تأتي النهاية البئيسة المباغتة، ويأتي استئصالهم بالعذاب: {بغتة فإذا هم مبلسون} (الأنعام:44).
وعياذاً بالله أن نُستدرج لتلك الغاية التي أعدها الله للكافرين؛ أمّا المؤمنون فهم الذين يدركون الحكمة من إنزال البلاء، ويعرفون أن الله تعالى يستعتبهم فيستعتبون، وإليه يتوبون.

* مادة المقال للأستاذ الدكتور عبد الحميد هنداوي، مقتبسة من موقع (مركز تفسير للدراسات القرآنية).

Hicham
https://islamweb.goodforum.net/
https://islamweb.goodforum.net/
https://www3.0zz0.com/2023/10/19/22/824410673.gif
https://www3.0zz0.com/2023/10/19/22/824410673.gif
https://i.servimg.com/u/f17/20/52/68/78/ia_ai_10.gif
https://i.servimg.com/u/f17/20/52/68/78/ia_ai_10.gif

Posts : 5
Join date : 2023-10-14

Back to top Go down

Back to top


 
Permissions in this forum:
You cannot reply to topics in this forum